تكلمنا عن حفظ قلوبنا لأنها محل النظر إلى ربنا ولأنها الأساس في السير
الى الله، وتكلمنا في المجلس الماضي عن حفظ القلب مما يمكن أن يطرأ عليه
مما يسوؤه، مما يشوشه، مما يدنسه كي نسعى بعد إحكام حفظ القلب إلى تنظيفه
مما علق به بعد ذلك لتهيئته لتلقي أنوار الله عزوجل.
مر معنا في المجلس الماضي أننا سنحفظ أبصارنا على أساس أن الجوارح السمع
والبصر والنطق العين والأذن منافذ حسية مفتوحة على القلب، لا يتأتى للقلب
أن يتطهر إلا إذا ضبطت، مع أننا سنذكرأيضا مدخلا آخر وهو الجانب المعنوي
الذي يؤثر على القلب.
اتفقنا في المجلس الماضي أنك لن تنظر الى ماحرم الله النظر اليه، فما حالك من المجلس الماضي الى هذا المجلس؟
تتمة المنافذ الحسية
منفذ الأذن ومنفذ الفم،
الأذن والفم يشتركان مع بعضهما فيما يتعلق بما تقول وبما تسمع، ما هو حرام
أن تقوله حرام أن تسمعه، الكذب يدنس القلب، حرام أن تنطق بالكذب لاينبغي
أن تكذب لا ينبغي أيضا أن تنصت للكذب لاتقبل الكذب، الغيبة تعرف الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره صادقا، صادقا؟ ! نعم أن تذكره بشيء لايحب أن يذكر به وأنت صادق في هذا الذكر.
أما الكذب فهذا بهتان أصعب من
الغيبة، الغيبة كأنك تأكل لحم أخيك ميتا كما جاء في القران الكريم لايتأتى
للمؤمن أن يرضى من نفسه ذلك، إذا لا أنطق الغيبة وإذا لا أصت إلى الغيبة..
كل سماع عن الغيبة تكون به شريكا للمغتاب أنت جزء من هذه الغيبة يدخل
بسببها ظلمه الى القلب، ظلمة الغيبة (شخص تكلم على آخر) تورث القلب البغضاء
الاحتقار سوء الظن بالناس..
ما النميمة؟ نقل الكلام بقصد الافتتان فلان قال عليك كذا وكذا يريد أن يحدث بينك وبينه.
كان جدي رحمه الله تعالى إذا جاء أحد إليه وهو في أرض بادية وقال فلان قال:
عليك كذا وكذا، يقول للذي قال له: ماتستحي على نفسك تسبني أمامي؟ ! يقول:
ماهو أنا ! فلان قال! يقول: أنا ماسمعت فلان أنت الذي قلت الان.
النميمة لا نقبلها لا من الناقل ولا نقبل أن ننقلها، إذا نحفظ السمع من أن
يدخل إلى القلب ظلمة النميمة لماذا؟ لأن ظلمة النميمة تورث في القلب الحقد
الكراهية تلوث القلب.
تعرف ما القصة؟ القصة أن قلبك عزيز
وعظيم عند الله كبير، لايرضى الله لك ان يكون قلبك مزبلة! يلقي اليها الخلق
أوساخ حديثهم، أو تلقي إليه الدنيا أوساخ الناس صن أذنك أن تستمع إلى فحش
القول إلى الغيبة أو إلى النميمة.
اللقمة التي نأكلها، منفذ للقلب !!
أيها المريد الراغب في السير الى الله لاترضى لنفسك أن تأكل لقمة حراما،
لأن هناك تأثير مباشر بين ما تأكل و بين أحوال قلبك .. من أكل الحلال
أطاعت جوارحه وإن أبى، ومن أكل الحرام عصت جوارحه وإن أبى، عندما يقبل
المريد السالك الى الله على نفسه أن يأكل الحرام، أن يأكل الربا أضعافا
مضاعفة ويبحث عن فتوى هنا وهنا حتى تتيح له الربا، يقبل أن يـأكل الرشوة “لعن الله الراشي والمرتشي والرائش”
هذا مال حرام، رضي أن يأكل المال المختلس المسروق، رضي أن يأكل المال
المأخوذ بظلم، تعرف أنك لا تستحق هذه الترقية والذي يستحقها زميلك لكنك
غالطت المسؤول لتنسب الترقية إليك وبالتالي تترقى، فالمال الذي ستناله من
هذه الترقية حرام والمال الحرام يظلم بسببه القلب، لا ترضى أن تاكل إلا
المال الحلال، كل ما شئت فمثلما تأكل تعمل.
السائر الى الله عزوجل يحرص على الورع في اللقمة التي يأكلها، يبحث عن حل
الطعام الذي يأكله، وقد كان الناس أيام الصدق مع الله يبحثون عن الحلال في
الاكل والملبس والمسكن..
استفت قلبك.. وإن أفتوك !!
مالذي يجعل أحدنا يقبل أن يأكل حراما أو ان يلبس ثيابا جاءت من حرام، أو
أن يدخل في أثاث أو بناء شيد من حرام أو أن يركب سيارة أخذ مالها من حرام،
أتدرون مالسبب؟
السبب له صلة بالقلب .. طمع حب التوسع، لا ترضى أن يدخل الى جوفك وجوف
زوجتك وجوف أولادك حرام، وهنا يأتي قول .. استفتِ قلبك وإن أفتوك (عكس
المقصود، ما عكس المقصود؟ ) سأل المفتي قال له: هذا حرام لايجوز لك أخذه،
ما ألقى بال للفتوى هذه، فلان يفتي بإتقان أكثر متوسع، هذا فلان أنفع من
فلان فلنذهب إليه هذا شيخ يقول يجوز (انا قلبي كان مطمئن استفت قلبك وان
افتوك) ليس هذا محله، أتعرف محل استفت قلبك وان أفتوك؟
الورع يعني حتى لو وجدت من يفتيك بالحل استفت قلبك بعد ذلك، فإن وجدت في
قلبك استثقالا وخوفا من أن يكون الأمر مشوبا بالحرام أو مشوبا بالشبهه هنا
تأتي متابعة القلب، تأتي متابعة القلب في الإحجام وليس في الإقدام على
مطامع النفس وما تريد، إذا للحفاظ على قلبك انت بحاجة الى ضبط هذا المنفذ،
منفذ اللقمة التي تأكلها، لهذا جائت الاحاديث جاءت الأخبار تحث على تحري
الحلال تخبرنا أن الذي يبيت وهو كال من عمل يده يبيت مغفورا له، أخبرنا بأن
العبد اذا خرج متوجها إلى طلب الحلال يؤجر على العرق الذي يسيل منه،
أخبرنا أنه في حال خروجه في طلب الحلال يعد من المجاهدين في سبيل الله
تعالى، أخبرنا بأنه في حال تحريه لطلب الحلال وتركه للحرام ارتقى إلى مراتب
الصديقين و لهذا جاء في الأثر ترك درهم من شبهة أحب الى الله من انفاق
مائة ألف درهم في سبيل الله، لماذا؟
لأن القضية ليست قضية المنجز الحسي فحسب، عقول المسلمين اليوم أصبحت مادية،
أحيانا في السير إلى الله السالك يفكر بطريقة مادية واحد اثنين ثلاثة
أربعة.. ماذا أنجزت لديني صارعندي من خلال هذا الترتيب مائة الف استطعت أن
أنفق بها على الفقراء، هذا الترتيب كان من طريقة ترضي الله أو لا ترضي
الله، إن كان من طريقة لا ترضي الله الأولى أن لا تطعم بها المساكين
والفقراء، وأن لا تأخذها وألا تسلكها، لا تأتِ بالحرام لتطعم به الفقراء،
الفقراء لهم رب يطعمهم سبحانه وتعالى، إنما رزقك إلى السعي لإطعام الفقراء
لترتقي أنت، ليس لأنه سبحانه وتعالى عاجز عن إطعام الفقراء حاشاه جل جلاله
إنما حثك على إطعام الفقراء لترتقي أنت، ولا يتأتى أن ترتقي بشيء حرمه الله
تعالى عليك لهذا احفظ مرآة قلبك احفظ هذا المنفذ من قلبك.
فإذا سدت المنافذ التي يمكن أن تشوش على القلب من المحسوسات في اليوم
والليلة، بقي نوع آخر من المنافذ وهو الذي نحتاج أن نركز عليه، لأنه الذي
يؤثر على العين في نظرها وعلى الأذن في سماعها وعلى اللسان..
الخواطر – المنافذ الغير محسوسة
هو منفذ غير محسوس ليس بمادي سماه العلماء علماء السير إلى الله (القوم)
الخواطر: أي ما يخطر على قلبك، كل طاعة يحبها الله في الوجود تبتدأ
بخاطرة، خطر في قلبك فعل الطاعه ففعلت الطاعة، كل معصية تغضب الله عزوجل في
الوجود تبتدأ بخاطر، الكبائر الكفر الفسوق العصيان تدمير الناس الأذى، كل
هذه الظلمات التي تحيط بكثير من الناس ابتدأت بماذا؟ خواطر خطرت في القلوب
فاستجابوا لهذه الخواطر، هذه الخواطر هي منافذ من الباطن ترد على قلبك من
داخله لها أربعة مصادر…
مصادر الخواطر
المصدر الأول: النفس.. ويسمى هذا المصدر الهوى،
خاطر النفس يسمى هوى النفس، كنت صائما صيام فريضة ورأيت ماءا باردا في وقت
الصيف، نفسك ماذا تريد؟ تريد تشرب هذا الخاطر من أين أتى؟ أتى من النفس،
من حاجة النفس، من مشتهى النفس.. رأيت انسانا استفزك فأردت أن تبطش به جاءك
خاطر تبطش به من أين جاء هذا الخاطر؟ من النفس من رغبة النفس من انفعال
النفس.
المصدر الثاني: الشيطان.. وفي الحديث الشريف: ” الشيطان يلتقم قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس عنده، وإذا نسي الله التقم قلبه” ويسمى هذا المصدر الوسواس (من شر الوسواس الخناس).
المصدر الثالث: المَلك: جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه السيوطي عنه صلى الله عليه وسلم: “إن
للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر، وتكذيب
بالحق؛ وأما لمة الملك فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق؛ فمن وجد ذلك فليعلم
أنه من الله تعالى، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان” ومن هنا سمى العلماء لمة الشيطان وسوسة، ولمة الملك لمة الملك ..
- ماقضية لمة الملك؟ لمة الملك مثل الرجل الناصح، الصديق الذي ينصحك.نصيحتي لك اعمل كذا وكذا، هذه لمة الملك.
المصدر الرابع: الخاطر: الذي يأتي من الله مباشرة يقذفه الله في القلب. هي كلها
من الله في منتهى الامر ابتلاءا أو عطاءً امتحانا أو تفضلا، لكن هناك
خواطر يقذفها الله تعالى عزو جل من عليائه في قلب العبد المؤمن مباشرة
تسمى: الإلهام (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) مايأتي من الله عزوجل إلهام.
* الخواطر كثيرة جدا التي تخطر
على قلب السائر بل على قلب كل إنسان في الارض، إذا حاولت أن تضبط مايخطر في
القلب من خواطر في دقيقة واحدة انظر كم خاطرة ستخطر في قلبك، مثلا: جاء في
قلبك أنك الآن عطشان إذا اذهب اشرب، أتى خاطر آخر: لكنني مستعجل عندي موعد
فلان سأقابله، وخاطر آخر: ماحفظت الترتيب الفلاني كل هذه في ثواني تتوارد
عليك كميات من الخواطر، حتى قال بعض علماء التربية: أن الإنسان يرد على
قلبه في اليوم والليله أكثر من سبعين ألف خاطر، ومهمتك في السير إلى الله
للحفاظ على قلبك أن تقبل على خواطر الخير وتنصت اليها وتستجيب لها، وتعرض
عن خواطر الشر وتكرهها، لأنها تعينك على الإدراك، كما ذكرنا لكم في الحديث
عن الباعث
الخواطر التي تأتي من قبيل الخير توسع مدركات القلب للخير وبالتالي يريد
القلب الخير، والخواطر التي تأتي بالشر إن لم تكفها عن قلبك، إن لم
تعالجها، إن لم تحرص على ضبطها، إن لم تحفظ قلبك منها، إن لم تصن قلبك منها
هجمت على القلب وحركت فيه إرادة الشر.
نظرة تأمل
اليوم كنت اتأمل في هذا المعنى
معنى أثر الخواطر على القلب، خطر في بالي تذكر أحوالنا اليوم، في زماننا
تصبح من الصباح عندك الدراسة وعندك الشغل تخرج مشغول بزحمة الطريق ترتيب
الاجتماعات ترتيب المحاضرات والدروس، عندك صفقة عندك ترتيب لأمر معين أو
تقديم لوظيفة، حتى يأتي وقت الليل أنت متعب أوعندك إجازة تحتاج أن ترتاح
قليلا وتغير جو، الحياة أصبحت تسير بوتر سريع تأخذ الناس من حيث لايشعرون،
ويصبح الإنسان ويمسي ولا يشعر بأنه أصبح أو أمسى بحيث لا يعرف يضبط نفسه
ولا يومه ولا ليلته.
اليوم لما تنظر الى بعض شبابنا
وهم يركضون ولايدرون إلى أين يذهبون!! مثلا: في الطريق لديه سماعات يمشي
ويسمع بها، من أغنية لأغنية مشغول، متى يفكر؟ متى يجلس يتأمل متى ينظر الى
المرحلة المقبله في حياته؟!
لا أدخل في قضية فتوى حرام يسمع قصيده او اغنيه حرام، الكلام ليس عن مبدأ
الاستماع الكلام أن يتحول الإنسان إلى طاحونة الحياة بهذه الطريقة، طوال
وقته من ترتيب إلى ترتيب من شغل إلى شغل، هنا الإشكال.. من الممكن أن تستمع
إلى نغمة جميلة بصوت جميل لكلمات راقية تقربني إلى الله أو على الأقل
تعينني على الترتيب لا إشكال، لكن أن
تصبح حياتي قائمه على هذا النظام، فالأمر مختلف في هذه الحال، دخلنا في
قضية أخرى حتى وإن لم يكن الغناء المختلف فيه حتى ولو الإنشاد، حتى ولو
قضية أن أعيش وقتي كله وأنا منشغل من شاغل إلى شاغل بحيث لا أجد وقتا أتفكر
فيه الخواطر التي تخطر على قلبي، هل لها ميزان أو ليس لها ميزان هذه هي
القضية.
ماهي القضية؟ أن أتحول من حياة
أعيش فيها (سامحوني في هذه الكلمة) سبهلله يعني الواقع يحصرني يحركني إلى
حياة أخرى لا .. ارجع قليلا الى الوراء وانظر الى الواقع المحيط بي الذي
يهمك في هذه الحياة، مادمت سائرا إلى الله لا أرضى أن أطحن في طاحونة هذه
الحياة، أؤدي واجبي على أحسن مايكون، إن كنت طالبا أكون من المتفوقين، لكن
لأن لي هدفا من هذا التفوق: التقرب الى الله.
إن كنت تاجرا من أحسن التجار لأن لي هدف التقرب إلى الله، إن كنت صانعا إن
كنت موظفا أعيش ضمن الحياة التي فيها الناس لكن بقلب مع الله، ومعنى قلب مع
الله اي أزيل الخواطرالتي تخطر على قلبي، لهذا نحن بحاجة الى اتخاذ قرار
من هذا المجلس: لن تمر خواطر على قلبي في اليوم والليله هكذا من دون تهديف،
لأنك لو رضيت أن يكون قلبك ساحة لأشكال و ألوان الخواطر خيرا أو شرا كانت
على أي وجه فلن تضبط تصرفاتك ابدا.
س: البعض يشتكي يقول: أنا أحضر
مثل هذه المجالس تبكي عيني تدمع يرق قلبي أرغب إلى الله وأقرر أني بعد هذا
المجلس أستقيم، وبعد يومين أو ثلاثة يضيع ذلك مني، لماذا؟
لأن الذي أوصلك إلى تضييع ذلك هو الذي أوصلك إلى الرجوع إلى ماكنت تبت
منه، من المعصية، وهو الذي أوصلك إلى العودة إلى الغفلة لحالتك، وهو الذي أنساك معنى الترقي وهو: أن قلبك ساحة مفتوحة لخواطر الخير والشر، ما عندك مصفاة تقبل بها خواطر الخير وترد بها خواطر الشر.
ننصرف من هذا المجلس
بأن نضبط ونحرص على ضبط خواطر قلوبنا، كيف نضبط خواطر قلوبنا؟
بالاستجابة لخاطر الخير والإعراض عن خاطر الشر، كما علمنا في المصادر
الأربعة، ولكن؟ هل هذا وحده يكفي لمعرفة ضبط الخواطر؟
ستأتي الإجابة عن موازين تمييز الخواطر في المجلس القادم، وهي أربعة موازين
، ونلتزم بأنك من هذا المجلس للمجلس القادم ستتفكر في الخواطر التي تخطر
على قلبك .
ماذا تعمل إن فاتك هذا الخاطر وتحول إلى فعل إلى إدراك إلى إرادة؟
ارتكبت أمرا أنت لم ترد أن ترتكبه، اجلس وتفكر كيف وصلت الى هذا الشيء!!
أخطأت على فلان في الكلام، لأني رضيت أن أدخل معه في موضوع ماكان المفروض
أن أدخل معه فيه، لماذا؟ لأني استجبت إلى خاطر كان في نفسي أني أريد أن
أثبت له أني أقدر منه على الفهم وأقدر منه على النقاش، هذا الخاطر لماذا
كان؟ اذا بدأت تأخذ بهذا الخيط مع نفسك في ضبط الخواطر، أي أنك بدأت تعد
على نفسك أن لك خواطر تحتاج إلى ضبط، استلمت بعد ذلك موازين شيء من مجاهدة
النفس، مع الالتجاء الى الله عزوجل مع الافتقار إليه ستجد أنك تنتقل في
حياتك نقلة مختلفة، تنتقل من حالة الإنسان الذي يسير هكذا تسيره خواطره كما
تشاء إلى المؤمن الذي ينتقي خواطره كيف تسير، رزقنا الله واياكم حسن الأخذ
بخواطركم ..
اللهم يامن القلوب بين اصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، نسألك اللهم
أن تثبتنا على دينك وعلى الإقبال عليك، اللهم احرس قلوبنا عن كل مالايرضيك،
ثبتها على كل مايرضيك، واجعل قلوبنا من القلوب المستقيمة السخيمة، التي
تحفظها بحفظك للمحبوبين من عبادك برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تجعل
للشيطان علينا سلطانا ولاتجعل للنفوس الأمارة بالسوء علينا سلطان،ا اللهم
اجعل نفوسنا راضية مرضية مطمئنة كاملة مقبلة عليك، واجعل لمة الملك تملأ
قلوبنا فنستجيب لها، واجعل إلهامك لنا إلهام المحبوبين يارب العالمين وصلى
الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم..