وما جاء في زهده عليه الصلاة والسلام
وتواضعه واختياره الدار الآخرة فكثير منها
ما رواه البيهقي والترمذي وابن ماجه عن
عبد الله أنه قال: اضطجع النبي صلى الله
عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده،
فجعلت أمسحه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول
الله ألا أذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه
تنام عليه فقال عليه الصلاة والسلام:
"مالي وللدنيا، وما أنا والدنيا، إنما أنا
والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح
وتركها".
ومما يشهد على زهده عليه الصلاة والسلام
أنه كان يمر الشهر والشهران ولا يوقد في
بيت رسول الله نار فقالوا: ما كان طعامكم
قالوا: الأسودان التمر والماء.
وأكبر شاهد على تقلله من الدنيا وإعراضه
عن زهرتها أنه توفي عليه الصلاة والسلام
ودرعه مرهونة عند يهودي ولم يترك قصراً
ولا متاعًا كثيراً بل كان بيته متواضعاً
ومتاعه في غاية التواضع وكان صلى الله
عليه وسلم يوصي بترك التنعم كما في
الحديث:" وإياك والتنعم فإن عباد الله
ليسوا بالمتنعمين".
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى
ابْنَ مَرْيَمَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ،
فَقُولُوا : عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ .
ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم قوله : (
لا تفضلوني على يونس بن متى ، و لا تفضلوا
بين الأنبياء ، و لا تخيروني على موسى . )
و قال للذي قال له : يا خير البرية : ذاك
إبراهيم .