أما بركاته صلى الله عليه وسلم فهي كثيرة
منها ما رواه جابر أنه عليه الصلاة و
السلام أطعم يوم الخندق ألف رجل من صاع
شعير وعناق(وهي الأنثى من أولاد المعز
التي لم يتم لها سنة) وقال جابر: فأقسم
بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن
برمتنا لتغط كما هي وأن عجيننا لينجز.
وكان عليه الصلاة والسلام قد تفل في
العجين والبرمة (والبرمة هي قدر من حجارة
وتغط أي لها صوت من شدة غليانها) فانظر
كيف جعل البركة فأكل هذا العدد من الرجال
بصاع شعير وقليل من اللحم.
ومن بركاته أن سعيد بن النعمان أصيبت عينه
فوقعت على وجنته فردها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فكانت أحسن عينيه، وروي أن بعض
الصحابة ابيضت عيناه فكان لا يبصر بهما
شيئاً فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في عينيه فأبصر وصار يدخل الخيط في الإبرة
وهو ابن ثمانين، وروي أن قدراً انكفأت على
ذارع محمد بن حاطب وهو طفل فمسح عليها
ودعا له فبرأ لحينه.
ومن بركاته أن العمى زال بدعوته وبركاته
فلقد روى النسائي والطبراني عن عثمان بن
حنيف أن أعمى قال: يا رسول الله ادع الله
أن يكشف لي عن بصري، فعلمه عليه الصلاة
والسلام أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يقول
"اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد
نبي الرحمة يا محمد أني أتوجه بك إلى ربي"
قال راوي الحديث: والله ما تفرقنا ولا طال
بنا المجلس حتى عاد الرجل يبصر.وهذا
الدعاء كان في حياة الرسول صلى الله عليه
وسلم .