قلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( علو الهمة من الإيمان ) وفى كلام الشريف سيدى أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه إلى تلميذة الشريف سيدى محمد عثمان الميرغنى رضة الله عنه فى خطاب أرسله اليه ( يا بنى أعنى على نفسك بعلو همتك )
واعلم يا أخانا أن علو الهمه يبلغ بصاحبة الى القمة فاذا علت فقد علا بها صاحبها وعلوها بالله ةفى الله وهى التوجه الخالص المحض الى حضرة الحق سبحانه كما قال سيدى أحمد رضى الله تعالى عنه
شغلت بحسن وجهكم عن شواغلى
وكما قال رضى الله تعالى عنه :-
ولم يبق لى جسم يلذ بغيركم
كأنى بالعرش المجيد معلق
وهكذا يا عبد الله كلما علت همتك طهرت ذمتك , وكلما اذدت فى الطاعات علوت فى الدرجات علو فى الحياه وفى الممات قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
واعلم أن روحك أنزلت من السماء وجسدك من الأرض فإن عملت بما أنزله الله من السماء وفعت أعمالك الى السماء وتاقت روحك الى العلياء ةان لم تعمل به أخلد جسمك بروحك وعملك الى الأرض فلا تفتح لك ولا لعملك أبواب السماء
فمن كانت همته فى الارض فهو فيها وإن كان يمشى عليها ومن كانت همته فى عباده رب السماوات متشبها بسكانها فهو فيها وان كان بالغبراء فلا غرابه اذا خرقت له العوائد ونوعت له الموائد فقد هام بهمته وذاق كأس محبته وقدح زناد قلبه بزاد الشوق فاستنارت جوانبه فصارت الجمادات تخاطبة وتلا الشفاء فشفا قلبه فشف ونهض جسمه فخف فجاهد فشاد سبل ربه فهدى اليها بالله قال تعالى ( والذين جاهدوا لنهديهم سلبا ) فكم لله من ماهد وكم من مشاهد وكم من عارفن وكم له من قائمين
فحرك بعلو همتك زمام راحلتك , لعل بذلك تتحرك أعمالك برياح شوقك فتضطرب أمواج بحر عملك مخلصا للديان فيخرج منه اللؤلؤ والمرجان فتتلألأ عرائس أعمالك وتتحلى بلؤلؤك ومرجانك وتتوج بقمر إسلامكوإيمانك فتسمع النداء الحق من الملك الحق ( هذا ما توعدون لك أواب حفيظ من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب )
قال الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه قوله
وقدم إماما كنت أنت أمامه
الإمام المطلق هو النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( واتبعوه لعلكم تهتدون ) , ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) ومن أحبه الله كان سمعه وبصره كما يليق به
قال العبد الفقير الشيخ صالح ] الجعفرى [ رضى الله تعالى عنه ]
الإمام المتقم على غيره والنبى صلى الله عليه وآله وسلم إمام امخلوقات لأنه أول ما خلق الله نوره صلى الله عليه وآله وسلم ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) أخرجه الحافظ عبد الرازق فة مسنده
وهو صلى الله عليه وآله وسلم أول النبيين قال عليه الصلاه والسلام :- ( كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ) أخرجة الترمذي وقد صلى بجميع الأنبياء والمرسلين – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ليله الإسراء أخرجة البخارى وغيره
وأيضا فهو صلى الله عليه وآله وسلم يؤم ويقصد يوم القيامه للفاعة وأيضا يؤم ويصد يوم القيامه للشفاعه وايضا يؤم للاستغفار قال تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) وايضا يؤم ويقصد صلى الله عليه وآله وسلم بالسلام المقربون بالنداء مع التفخيم فىكل صلاة ( السلام عليك أيها تلنيى ورحمة الله وبركاته )
واعلم يا عبد الله وافتح مسامع قلبك لما سيلقى هعليك أن القبلة قبلتان : قبلة الجسد وى الكعبه المشرفة وصحة الصلاة متوفقة على التوجه الىالكعبه وصحتها باطنا متوفقة على توجه الروح اليه صلى الله عليه وآله وسلم فيلاحظ فى بدء صلاته أنه متوجه الى الكعبه ويلاحظ فى ختامها انه متوجه اليه صلى الله عليه وآله وسلم
فهذا بيت الله وأمر الله تعالى استقباله قال تعالى : ( وحيث ما كنت وفلوا وجوهكم شطرة ) وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذى جعل الله تعالى بيعته بيعته وطاعته كذلك قال الله تعالى L ان الذين يبايعون انما يبايعون الله ) , ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) وهو صلى الله عليه وآله وسلم الوسيلة المقبوله الذى اذا توسل به الظالم لنفسه وجد الله توتبا رحيما فكيف يكون حال الطائع
وكأننا فى صلاتنا نجئ اليه صلى الله عليه وآله وسلم مسلمين لنجد الله توابا رحيما وسلامك يبلغه صلى الله عليه وآله وسلم كما فى صحيح البخارى : ( إن هذا السلام ) الذى فى التشهد ( يبغ كل عبد صالح لله من أهل السماء والأرض ) والنبى صلى الله عليه وآله وسلم خير الصالحين وإمامهم وتحصل بذلك فوائد
الأولى : أنه عليه الصلاة والسلام يشهد لك بأنك تصلى وأكرم بها من شهادة
الثانية : أنه يرد عليك السلام .
الثالثة : أن الدعاء منه صلى الله عليه وآله وسلممستجاب والسلام دعاء
الرابعة : أنك تكون آمنا فى الدنيا والآخرة إذ السلام معناه الامان
الخامسه : تنالك رحمة الله تعالى فى الدنيا والآخره
السادسة : تنالك بركة الله تعالى فى الدنيا والآخرة وذلك عام لك ولأهلك وأولادك وأموالك
وهكذا شاهدنا حال المصلين فى الدنيا مبدعين عن الهلع والجزع والبخل قال تعالى : ( إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين ) لأن بركات دعائه صلى الله عليه وآله وسلم حاصلة لهم , ولا ينكر ذلك إلا مكابر وكيف لا يكون كذلك وقد أرسله الله تعالى رحمه للعاملين ؟ قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين ) والمصلون فىأولئل المرحومين به صلى الله عليه وآله وسلم قلت بفضل ربى تعالى فى إحدى قصائد الكتاب المسمى :
المدائح المقبولة
رسول الله قد أنزلت رحلى
ببابك والسلام عليك منى
لعلمى أنك الحصن المعلى
فنعم الحال والمختار حصنى
لأنك رحمة الرحمن عمت
جميع الخلق من انس وجن
وروضته الشريفة يا أخانا
تسر القلب من هم وحزن
بها روح وريحان ونور
بها سعدى وإرشادى ريمنى
بها المختار بساما تراه
يحيى الزائرين بكل أمن
يبشرهم بما جاءوا اليه
ويشفع للجميع بلا تأنى
وقلت فى الرائية
يا رحمة الله عمت كل كائنة
فى العالمين وفضل الله ينشر
وقلت بفضل ربى تعالى
إن الصلاة صالة الإنسان
تاركها يكون فى حرمان
توصل العبد الى مولاء
وعن قبيح فعله تنهاء
قبلتها الكعبه للأشباح
والهاشمى قبةلا أرواح
والله مولانا العظيم الأكبر
منزه عن كل شئ يخطر
تشهده بالقلب لا بالعين
منزه عم زمن وأين
فيدرك الأبصار والقوبا
وكل مخلوق يرى محجوبا
عن أن يراه أو يرى مثالا
جل اله العرش قل تعالى
ويشهد النبى بالصلاه
لكل من صلى من الهداه
ويبلغ السلا للمختار د
يرده بالحب فى وقار
فيحصل الأمان بالرحمات
لكل من صلى وبالبركات
فى نفسه وأهله وماله
ورزقه كذاك فى عياله
ولا يكون هلعا جزوعا
مضطربا معسرا منوعا
وذاك من أجل النيى يرحم
فى هذه الدنيا به ويكرم
لولاه ما صمنا ولا صلينا
ولا عرفنا الله واهتدينا
بيعته البيعه للرحمن
طاعته الطاعة للديان
أبشر به يا من أزل الرانا
وانظر له فانه يراا
وهذه نهاية الطريق
لإبن إدريس على التحقيق
منه اليه فى مقام القرب
منك اليه فى مقام الحب
وسالك هذا الطريق قد يصل
فى مده وجيزه وينفصل
عن سائر الأغيار بالأنوار
لا سيما فى حضرة المختار
فاكتم أخانا السر عن سوانا
واشرك اله العرش إذ هدانا
أحزابنا الجنه والشهود
ياشهدها المشود والوجود
يا عزها لمن أعز الله
ياغيثها لزاهد تلاها
يا خيرها لمن خلا فؤاده
يا ودها لمن نما وداده
يا بحرها الزاخر بالمعانى
ممزوجة بدرر القرآن
يا نورها الوضاء فى الظلام
يا بدرها الموصوف بالتمام
يا حسرتى على الذي تلاها
ولم يلح لقلبه سناها
أيش الذى يبغيه من دنياه
والرازق المعبود قد كفاه
ي أيها المريد ي أخانا
يا من أحب وردنا أتانا
أيش الذى دعاك أن تميدا
بعد ظهور الحق أو تحيدا
ما عندنا لهو ولا غرور
ولا خرافات ولا ظهور
بل عندنا الله هو الوقصود
الواحد الموجود والمعبود
فة حضرة المختار خير الخلق
مستغرقا مشاهدا للحق
مشهدنا شهد عظيم المنه
فى سور القرآن ثم السنه
وشيخنا يزأر كالأسود
وينظر الآخذ فى الورود
كأنه الشمس له شعاع
والمنكرون سره قد ضاعوا
شيخ الشيوخ فارس الميدان
فذاك ابن ادريس ذو العرفان
إن كنت قد سلكت للطريقة
لابد يوما أن ترى الحقيقة
وشيخنا فيها هو النبى
هذا طريق ورده سنى
يا أيها الناس الى طريقى
تقدموا لتشربوا رحيقى
يا طالب الدنيا فعنا ولى
ما نقبل المغرور فى التجلى
ما نقبل المدفوع فى هواه
ولا بنو طريقنا ترضاه
إيش حال من يقلبها لعاب
فحاله مآله سراب
نريدها أخرى وذا يريد
حطام دنياه فذا تبديد
اسمع كلامى لا تخالف فنى
يا طالب الدنيا فبعدا عنى
ومنهج الشيخ هو الأحزاب
سيرته السنه والكتاب
وكل ما خالف لا نرضاه
فاحذر من التغيير أن تهواه انتم صلاة الله بالسلام
على النبى أحمد الإمام
وآله والتابعين السنه
والحمد لله عظيم ===
ما الجعفرى سأل الرحمن
مغفرة ورحمه أمانا
قال سيدى صاحب العلم النفي أبو اعباس السيد أحمد بن ادريس الشريف الحسنى رضى الله عنه
قوله
كنت أنت أمامه
أى صيرت نفسك أمامه وخلفته وراءك باتباعك هواك
الإمام يقتدى به ومن تقدم عليه فقد تعدى فإذا تاب فقد رجع واقتدى بإمامه وهذا كنايه عن عدم العمل بالشريعه الغراء وأما عند الفقهاء فالتقدم ممتنع عندالشافعية وكرة عند المالكية بلا عذر ثم بين أن التخلف هنا ليس على حقيقته بقوله باتباعك لنفسك وهواك
قال تعالى L إن النفس لأمارة بالسوء ) وقال تعالى : ( ولا تتبع الهوى فيضك عن سبيل الله ) والهوى نوع من أنواع رغبات النفس , قال تعالى : ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس )
قال البرعى رحمه الله
وخالف النفس فى هواها
إن اتباع الهوى هوان
وقال الشاعر
نون الهوان من الهوى مسروقى
فإذا هويت فقد لقيت هوان
وقلت
إحذر هواك فإنه يهوى بمن
ملك الهوى أعناقهم فى الهاويه
ان القوى هو الذى غلب الهوى
ليس الذى غلب الأسود الضارية
كم من مريد قد أضر به الهوى
لو كان يعقل ما تمنى الفانية
واعلم أن النفس على قسمين : نفس تتبع الهوى , وهى الأمارة بالسوء قال تعالى : ( إن النفس لأمارة بالسوء )
ونفس تائبه راجعه الى بها وهى المرحومة بالتوبه والرجوع الى الله تعالى قال سبحانه : ( إلا ما رحم ربى ) ومن أجل الرحمات دخولها تحت قول سيدى أبى القاسم الجنيد رضى الله تعالى عنه : ( وقدم إماما كنت أنت أمامه ) وفى هذا المقال ينال مقام المتابعه , ثم الوراثة ثم الفيوضات ثم المكاشفات ثم المشاهدات الخرجه عن المحسوساتوالمعقولات وهناك يترنم الروح الموهوب بقول المحب الحجوب :
زدنى بفرط الحب فيك تحيرا وارحم حشا بلظى هواك تسعرا
وهناك ي أخانا لة رأيت القوافل فى الميادين الحافلة عند وراء ما وراء العقول العاقله لأمسكت لجام جوادك حتى تحفل بأورادك فما جند غير مجند لنفسه خاج الى يقينه عن حسه وعن حدسه الى حظيرة قدسه ما وضع قدمه فيها مضطرب الأقدام ولا من أضاع السهر والقيام ولا من لم يسمع أنغام طيور عدنه سماعا ربانيا بأذنه فتطربه الأنغام طربا يسوقه الى الأمام هناك الهناء والمنافع أو غرد قمرى على الأيك ساجع :
فأذنى لم تسمع سوى نغمة الهوى
وإنى منكم لا من الطير سامع
ولاح للروح من جانب الغور لائح وفاحت لها بالرقمتين روائح فتحركت الروح تحرك الولهان وغاب صاحبها عن الزمان والمكان فنادى فى حضرة ذكرة مع المحافظة على